إذا مرت قصة جهاز عبدالعاطى بدون حساب وبدون عبرة وبدون تعلم دروس إذن فنحن فى حالة تهريج جماعى وهزار قومى ومسخرة وطنية وكوميديا مؤسسية وحفلة زار كونية!!، أول هذه الدروس هى أخونة العلم أو التعامل مع العلم بالأسلوب والعقلية الإخوانية، نفس أسلوب استباق الإخوان للنتيجة فى انتخابات «مرسى- شفيق» وتشويه الحقائق لخلق أمر واقع على الأرض يستحيل تغييره أو يخاف المسئولون من تغييره خشية ثورة الناس عليهم عندما عقدوا مؤتمراً بالاشتراك مع جبهة ما يسمى قضاة من أجل مصر لإعلان نجاح مرسى قبل أن تصدر لجنة الانتخابات بيانها وأرقامها ونتيجتها، تشويش وغلوشة وأرقام تغطى على التزوير الذى حدث واستعراض قوة وتهديد بحرق مصر.. إلى آخر هذه الأساليب التى تعودنا عليها من هذه العصابة الإرهابية، نفس القصة بنفس السيناريو تكررت مع قصة إعلان الجهاز، استبق عبدالعاطى وفريقه حين أحسوا بأن إدارة الخدمات الطبية لن تقول إلا الحقيقة وصدروا للإعلام أن الجهاز هو السحر والنجاة وعصا موسى وهنا لا بد من محاسبة من ينقل عما يسمى مصدراً عسكرياً مجهل الاسم والهوية، هناك متحدث عسكرى محدد وليس مصدراً عسكرياً وهمياً همايونياً هو المسئول عن إصدار التصريحات، المهم صدّر هؤلاء أن الجهاز نجح فى علاج وشفاء 79 حالة من ثمانين حالة وهذا كلام فارغ ولم يحدث، تم تصدير هذا الرقم للإعلام ومن ثم إلى الجمهور والشارع المترقب للنتيجة وللمرضى الآملين فى الشفاء، هنا كان المأزق، صالة مليئة بالمترقبين والإعلاميين الذين يحملون أفكاراً مسبقة وأرقاماً جاهزة شحنهم بها عبدالعاطى وفريقه ولا ينتظرون إلا الإمضاء فقط على المسألة المحسومة، لكن الأطباء الذين كانوا مهمشين ولم يعرفوا أى شىء عن الجهاز الذى هبط عليهم بالباراشوت أثناء إعلانه الأول من خلال الهيئة الهندسية، هؤلاء الأطباء كانوا قد أقسموا للجنة أنهم لن يقولوا إلا الحقيقة وبالفعل أوفوا بالعهد وذكروا الأرقام الهزيلة التى وصفوها بعديمة القيمة أو الـNON SIGNIFICANT، الأكذوبة الثانية المقتبسة من أسلوب الإخوان والتى أساسها «اكذب ثم اكذب حتى تصدق نفسك ويصدقك الناس نتيجة إلحاح الكذب المزمن»، نشروا فكرة يعتمد عليها دجالو الأعشاب فى إيهام مريض فيروس سى بأنه قد شفى وهى ترجمة نقص عدد الفيروسات على أنها تحسن، وهذا هزل وتخريف ولا مكان له فى طب الكبد بل مكانه مصاطب العطارين، الشفاء هو اختفاء الفيروس، ونقص عدد الفيروسات بالصفر والصفرين الذى يتاجر به البعض لبيع الوهم لا يمثل أى نوع من أنواع التحسن أو الاطمئنان لسبب بسيط هو أن النقص والزيادة والصاعد والهابط والتأرجح فى الرسم البيانى طبيعة لهذا الفيروس المختلف عن فيروس بى الذى نهتم فيه بالأرقام وتناقصها، يعنى ممكن بعد ابتلاع بعض النشا والسكر ينقص عدد الفيروسات، عادى جداً، ولا يمكن ترجمة ذلك إلى أن النشا والسكر قد فعلا الأعاجيب وعالجا الفيروس، ولذلك لا يهتم الأطباء بالعدد كتأكيد على الشفاء ولكنهم يهتمون بالـ«بى سى آر» السلبى، هذا هو الفيصل الوحيد لإعلان أن المريض فلان قد شفى من فيروس سى. نحن قد قمنا بثورة 30 يونيو على فكر لا تنظيم فقط، وعلى عقلية لا جماعة فقط، فلو ظل الفكر وبقيت العقلية فلا ثورة قامت ولا احتفالاً يستحق أن يقام.